تُشبه مساحات العمل المشتركة من نواحٍ عدّة الصورة النمطيّة التي ربما تتصورها في مخيّلتك الآن، والتي تظهر بها صور القهوة المجانية، و مكاتب  العمل ، وطاولات تنس الطاولة و البلياردو ، بالإضافة إلى جيش من الموظفين الشباب المنشغلين بالعمل على حواسيبهم المحمولة من طراز “ماك”. ورغم أنّ الراحة قد تكون أول ما يتبادر إلى الذهن عند التفكير في الانضمام إلى مساحة عمل مشتركة، إلا أنّ الجُعبة لا تزال تخبّئ الكثير والكثير من المزايا.

لقد مضت الأيام التي كان فيها العمل المشترك تصوّرًا مقتصرًا على فئة بعينها، ومرتبطًا في المقام الأول بمن يعملون لحسابهم الخاص وطاولات المكاتب المشتركة. تشير أحدث البيانات إلى أن الطلب على مساحات العمل المشتركة يشهد في الوقت الحالي نموًا بنسبة تتراوح من 10% إلى 15% سنويًا في كلٍ من الشرق الأوسط، وآسيا والمحيط الهادئ. وترجع أحد الأسباب وراء هذا النمو الهائل في الانتشار إلى العدد المتزايد من الشركات الناشئة التي صارت تنضم إلى مساحات العمل المشتركة. وإذا كنت لم تتعرّف بعد على مزايا مساحات العمل المشتركة، نقدم إليك (5) أسباب تجعل مساحات العمل المشتركة أداة لمساعدة الشركات الناشئة على النمو والازدهار.

المرونة

غالبًا ما تسعى الشركات الناشئة لإيجاد بيئة عمل توفّر لها المرونة اللازمة لتوسيع نطاق فريق عملها. وإذا كنت أحد المؤسسين، وترغب في زيادة عدد موظفيك خلال الأشهر القليلة المقبلة، فسيكون الالتزام بعقد إيجار مكتب طيلة عامين هو آخر ما تودّ فعله. وهذا يفسر سبب تهافت الشركات الناشئة على التحوّل إلى مساحات العمل المشتركة.

من خلال تقديم خيارات عضويّة تتراوح من تخصيص المكاتب إلى توفير مكاتب خاصة، توفّر مساحات العمل المشتركة المرونة التي تحتاج إليها العديد من الشركات الناشئة، لا سيما في مراحل نموها الأولى؛ فعلى سبيل المثال، قد تفكر الشركة التي لا يزيد عدد موظفيها عن اثنين أو ثلاثة موظفين في التفكير في التناوب على استخدام المكاتب، قبل التحوّل إلى غرفة مكتب صغيرة خلال زيادة أعضاء فريق العمل.

الراحة والملاءمة

ثمّة سبب آخر لوقوع اختيار الشركات الناشئة على مساحات العمل المشتركة، وهو أنها تمنحك بديلاً عن الإجراءات اليومية لاستئجار مساحة مكتبية. والسؤال هنا: ماذا لو كان بالإمكان توجيه الوقت الذي قضيته والأموال التي أنفقتها على مديري المكاتب أو الصيانة العامة، نحو مضاعفة عملك أربع أضعاف؟ من خلال إدارة كل شيء، بدايةً من فواتير الكهرباء ووصولاً إلى إدارة المرافق، تضع مساحات العمل المشتركة أمام الشركات الناشئة فرصة إدارة مواردها المحدودة ببراعة، حتى يتنسى لها تركيز كل اهتمامها على كل صغيرة وكبيرة في أعمالها.

فرص التواصل

يعد التواصل طريقة أساسية للشركات الناشئة لتكوين قاعدة عملاء قوية. لذا، يكون من المنطقي العثور على مساحة عمل تدعم زيادة علاقات العمل الحيوية. لقد صُممت مساحات العمل المشتركة في الأساس لتوليد فُرص التواصل والتعاون؛ فمثلاً، من السهل جدًا على الأشخاص بدء محادثة في غرفة الطعام خلال احتساء فنجان من القهوة، أو أثناء ورشة عمل للتطوير المهني.

تفيد مساحات العمل المشتركة أيضًا في ترتيب أحداث التواصل الدوريّة، وهو ما يشكّل منصّة جيدة للشركات الناشئة للاستفادة من علاقات عملها، بل وقد يصل الأمر إلى استقطاب عملاء جُدد. ومن الممكن ألا تعدو هذه الرؤية الواسعة عن كونها مجرّد أحد أصول الشركات الناشئة، لا سيما إذا كانت تعتمد على التسويق الشفهي لمنتجاتها وخدماتها.

تتيح لك مساحة العمل المشتركة القدرة على الوصول إلى شبكة من روّاد الأعمال وأصحاب المشاريع ذوي الخبرة. وفي حال كنت مؤسساً مبتدئًا في المراحل الأولى لتأسيس الشركة، سيكون من المفيد للغاية التواصل مع روّاد الأعمال الناجحين، لكي تتمكن من الاستفادة من معارفهم وخبراتهم. كذلك، تتضمن بعض مساحات العمل المشتركة تقديم برامج إرشادية، وتنظيم ورش عمل أو جلسات مناقشة متكررة مع قادة الصناعة.

المرافق والخدمات

تحرص أفضل المجتمعات العالمية التي توفّر مساحات العمل المشتركة على تجهيز تلك المساحات بالمرافق والخدمات الحديثة المصممة لمساعدة الشركات الناشئة على التوسّع في نطاق عملها. وعادةً ما تتيح العضويّة في مجتمع جيّد التجهيز من تلك المجتمعات الحصول على المرافق والخدمات التالية:

• غرف الاجتماعات: لإجراء المكالمات الجماعية، وعقد الاجتماعات مع العملاء المحتملين
• أماكن الراحة: شرفات مفتوحة، وطاولات للعب البلياردو، وصالات للاستراحة
• الأدوات المكتبية والمرافق الأخرى: الأثاث المكتبي، وطاولات المكاتب الكهربائية القابلة للطيّ، والجدران المجهزة بألواح للكتابة
• المأكولات والمشروبات: القهوة المجانية، والفاكهة، والأجهزة الأساسية – مثل الثلاجة والميكروويف

نظرًا لأن إدارة المبنى تتحمل المسؤولية عن الصيانة، سيتم إدراج جميع الخدمات التي تحصل عليها في فاتورة شهرية واحدة حرصًا على راحتك؛ حيث يفيد ذلك في دمج الفواتير الشهرية مع بعضها ويؤدي أيضًا إلى ترشيد النفقات.

تعرف على مرافق العمل المتطورة التي توفرها المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر

الموازنة بين العمل والحياة الشخصية

تُظهر الاستطلاعات الأخيرة أنّ العاملين بدوام كامل حول العالم يبذلون قصارى جهدهم لتحقيق الموازنة بين حياتهم الشخصية وحياتهم المهنية. وفي ظلّ الضغوط القهرية للتوسّع، يخشى مؤسسو الشركات الناشئة، ورواد الأعمال، والمبتكرون عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو تخصيص وقت لأحبائهم. إذن، هل يمكن لنموذج العمل المشترك أن يخفف بعضًا من هذا القلق المتعلق بالموازنة بين العمل والحياة الشخصية؟ بكل تأكيد!

تساعد مساحات العمل المشتركة على التزام العاملين فيها بجدول عمل محدد. وبالتأكيد، قد تضطر إلى السهر طيلة بضع ليالٍ خلال تأسيس شركتك الناشئة، ولكنك على الأقل لا تمارس عملك من مكتب منزلي ضيّق، يتشتت فيه انتباهك بسبب الأعمال المنزلية أو الحيوانات الأليفة، أليس كذلك؟ وفي ظلّ وجود فرصة سانحة للانتشار وإنجاز العمل، تمثّل مساحات العمل المشتركة بيئة مثالية خالية من التشتيت، يمكن لمؤسسي الشركات من خلالها الفصل بين عملهم وحياتهم المنزلية.

الخلاصة:

غالبًا ما تكتشف الشركات الناشئة أنّ مساحات العمل المشتركة توفّر لها دعمًا لا مثيل له يساعدها على تحسين أعمالها. وبفضل كل هذه المساعدة التي توفرها المرونة في العمل، لا عجب في أن تزداد أعداد الشركات الناشئة التي تفضل الابتعاد عن بيئة المكاتب التقليدية؛ حيث تحرص مجتمعات العمل المشتركة على مساعدة الشركات الناشئة على النمو والازدهار من خلال توفير الوصول إلى الموارد المخصصة للمساعدة على النمو، والتعامل مع روّاد الأعمال ذوي التوجّهات الفكرية المتقاربة، واستخدام المرافق المريحة والمناسبة. وتُظهر البيانات أيضًا أن عدد مساحات العمل المشتركة يزيد بنسبة 22% سنويًا على صعيد المنطقة. وإضافةً إلى ذلك، تزداد العضويات فيها بنحو 40% سنويًا.

تقدّم المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر باقات لمساحات العمل المشتركة، تبدأ من 5,750 درهمًا فقط. لذا ندعوكم إلى التواصل اليوم مع خبرائنا. يُرجى الاتصال بنا على: 800 SPCFZ.