يشكّل مجال التجارة الإلكترونية نموذجًا تجاريًا جديدًا نسبيًا، لاقى رواجًا وانتشارًا بين أوساط المستخدمين وروّاد الأعمال على حدٍ سواء. وتوفّر المنصّات الإلكترونية لمستخدميها تجربة تسوق مميزة تتيح لهم شراء مجموعة متنوعة من المنتجات والخدمات، وكل ذلك دون الحاجة إلى مغادرة منازلهم. كذلك، يلقى هذا السوق إعجابًا لدى مختلف روّاد الأعمال؛ إذ يتيح لهم فرصة خفض تكاليف المتاجر المادية، إضافةً إلى توسيع قاعدة المستهلكين من خلال الاتصال بالإنترنت فقط.
لقد تحوّل الأفراد في ظلّ هذه الجائحة التي ضربت العالم نحو طرق الاتصال والتسوّق والمدفوعات الإلكترونية. وقد أفاد ما يقرب من 73% من المستهلكين في دولة الإمارات العربية المتحدة بزيادة معدّلات تسوقهم عبر شبكة الإنترنت منذ تفشّي الجائحة. ولا يزال هذا القطاع في قمة ازدهاره، كما لا تظهر عليه أي علامات على التباطؤ.
ومع ذلك، قد تظهر أمام روّاد الأعمال الجُدد أو الطموحين بعض المفاهيم الخاطئة فيما يتعلق بإنشاء متجر للتجارة الإلكترونية مخالف تمامًا لما عليه الواقع. ونستعرض من خلال هذه المقالة مزيدًا من التفاصيل حول 5 مفاهيم خاطئة تحيط بمتاجر التجارة الإلكترونية.
المفهوم الخاطئ (1): إنشاء متجر إلكتروني غير مكلف
من أكبر المفاهيم الخاطئة التي تحيط بعالم التجارة الإلكترونية هي أن الدخول إليه غير مكلف. ومع ذلك، هذا المفهوم أبعد ما يكون عن الحقيقة؛ فرغم أن أعمال التجارة الإلكترونية قد تكون أرخص مقارنة بالمتاجر العادية، إلا أنّها ليست رخيصة بأي حال من الأحوال. إنّ عدم وضع التقدير الصحيح للمبلغ الذي ستحتاجه لإنشاء مشروعك على شبكة الإنترنت هو أول خطأ يمكن أن يدمر المشروع قبل ولادته. لذا، يجب تقييم التكاليف التي سيحتاج إليها عملك، بدايةً من الاستثمارات التي تُنفق لمرة واحدة، وحتى البنود اليومية البسيطة. ويمكن أن تعطيك الميزانية فكرة عن متوسط التكلفة التي ستتحملها لإطلاق مشروعك التجاري عبر شبكة الإنترنت والمحافظة عليه.
المفهوم الخاطئ (2): تأسيس عمل تجاري عبر الإنترنت عملية سهلة
رغم أنّك قد لا تضطر إلى استخدام الوسائل التقليدية لإطلاق عمل تجاري، إلا أنه ينبغي عدم الاستهانة بأهمية الجهود المبذولة لبدء متجر في عالم التجارة الإلكترونية والمحافظة على نجاحه؛ حيث يمكن أن يؤدي انعدام البصيرة والخبرة في هذا المضمار إلى ضياع عملك وسط مئات المتاجر الموجودة على الشبكة العنكبوتية. ويُعد وضع استراتيجيات بشكل مستمر لجذب انتباه المستخدم وتوجيه دفّة التحوّلات جزءًا لا يتجزأ من دائرة إجراءات الأعمال الإلكترونية، كما يمكن أن يكون له أكبر الأثر في تمييز متجرك عن غيره من المتاجر الموجودة.
المفهوم الخاطئ (3): الموقع الإلكتروني القوي هو كلمة السرّ في نجاح العمل
ينبغي ألا يكون الموقع الإلكتروني البديهي ذو التصميم الأنيق هو الهدف النهائي للأعمال الإلكترونية، بل يجب أن يكون نقطة انطلاق لإقناع المستخدّم بأن المتجر يقدّم عروضًا رائعة. ويمكن أن يؤدي التركيز فقط على تصميم الموقع الإلكتروني إلى نتائج عكسية على عملك، نظرًا لأن المستخدمين سيشرعون في مغادرة الموقع فور إدراكهم عدم وجود محتوى حقيقي وقوي عليه. لذا، يجب العمل على إنشاء موقع إلكتروني تفاعلي وأنيق، وإعطاء الأولوية عليه للمحتوى والمنتجات والخدمات التي يقدمها المتجر، ما يشكّل توازنًا هامًا يمكن أن يقوّي سمعة متجرك ويزيد إيراداته.
المفهوم الخاطئ (4): الأسعار المنخفضة من شأنها زيادة المبيعات
يُظهر الاتجاه السائد لدى السواد الأعظم من عمالقة التجارة الإلكترونية مثل “أمازون” أنّ المبيعات عبر شبكة الإنترنت والأسعار المنخفضة هي السرّ وراء نجاح نمط العمل في أسواق التجارة الإلكترونية. ولكن، من الصعب على غالبية الشركات والمتاجر تطبيق هذا النموذج الذي يتمحور حول خفض التكلفة. كذلك، يمكن أن يؤدي بيع منتجاتك بأسعار مخفّضة لفترات طويلة إلى انخفاض أرباحك، بل ويمكن أن يرسّخ متجرك في أذهان المستهلكين على أنه دائمًا ما يوفر سلعًا ومنتجا منخفضة التكلفة، مما يجعل من الصعب تنفيذ استراتيجيات الأسعار المناسبة. ولكن، يمكن أن يؤدي وضع استراتيجيات أسعار فعّالة، مع البيع خلال مواسم التخفيضات التي تظهر خلال عدّة مرات في السنة، إلى إنشاء نموذج واقعي وطويل الأجل يمكن أن يطبقه عملك وأن يحقق الازدهار من خلاله.
المفهوم الخاطئ (5): طُرق الدفع ليست ذات أهمية
يتجاهل العديد من روّاد الأعمال الجُدد عبر شبكة الإنترنت طُرق الدفع، والطريقة التي تعمل بها المدفوعات الإلكترونية في متاجرهم الإلكترونية. ويمكن أن يسبب التغاضي عن هذا الجانب خسارة العملاء بسبب شيء يمكن تلافيه تمامًا. ويمكن أن يؤدي تحديد طرق دفع فعالة، سواء كان ذلك من خلال بطاقات الخصم / الائتمان، أو الدفع من تطبيقات آبل / سامسونغ، أو الدفع عند التسليم، إلى تعزيز انتشار عملك ورواجه بقوّة. كذلك، يعدّ إنشاء بوابة دفع آمنة ومأمونة للمستهلكين الذين يفضلون الدفع عبر شبكة الإنترنت أمرًا بالغ الأهمية للتأكد من مرور عميلك بتجربة تسوّق رائعة من الألف إلى الياء.
قد يبدو تأسس متجر في عالم التجارة الإلكترونية أمرًا محيرًا بسبب شتّى المفاهيم الخاطئة المحيطة به. ويمكن لخبرائنا هنا في المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر المساعدة في تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة، وإظهار الحقائق والعمليات المتضمنة في تأسيس متجرك الخاص عبر أثير الإنترنت بشكل فعّال. يُرجى التواصل معنا اليوم على الرقم (800 SPCFZ) للانطلاق في رحلتك.