تفيد أحدث التقارير الصادرة عن السلطة المعنية بالترخيص في دولة الإمارات العربية المتحدة أنّ إصدار التراخيص التجارية قد شهد قفزة بنسبة 45% في عام 2020. وتزامنًا مع التغيّر السريع على الساحة العامة، نشهد حاليًا طفرة هائلة في الأعمال التجارية عبر الإنترنت؛ حيث أدى التباعد الاجتماعي وجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) إلى تسريع وتيرة التوسّع في عمليات البحث على شبكة الإنترنت بنحو 4-6 سنوات.
كان على أصحاب الشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة ومن مختلف بقاع العالم إعادة تشكيل ملامح هياكل العمل في شركاتهم، واكتشاف فرص جديدة للازدهار خلال تفشّي الجائحة. وفي حين أن هذا يمكن أن يشكّل الوسيلة الجديدة لممارسة الأعمال التجارية في الوقت الراهن، إلا أنّه لا يمكن الجزم بالموعد الذي يمكن أن تعود فيه الأمور إلى مساراتها الطبيعية تمامًا. ومع ذلك، لا يعني هذا الوضع أنه يجب عدم تأسيس شركات وأعمال جديدة في ظلّ هذا الأوقات العصيبة، بل إنّ العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة تشهد حالة من الازدهار خلال هذه الأوضاع الطبيعية المستجدّة.
إذا تحدثنا من الناحية المثالية (ولكي تظفر بالنجاح)، فيجب أن تتضمن خطة العمل الجيدة (3) أشياء:
- يجب أن تكون شيئًا تفضّل أداءه،
- يجب أن تكون شيئًا تجيد أداءه،
- يجب أن تكون شيئًا مطلوبًا (بمعنى أنّ يدفع الناس أموالاً مقابل الحصول عليه).
يجب أن تتسم الأعمال المستقبلية بالسرعة والمرونة، وأن تعتمد في عملها على التقنيات الرقمية والافتراضية تجنبًا قدر الإمكان لأي اضطرابات قد تحدث لها. ومع مراعاة كل هذه الأمور، نقدم لك (10) أفكار للأعمال، يُحتمل أن تشهد رواجًا خلال عام 2021 وخلال الأعوام التي تليه.
1. التعليم عبر الإنترنت
تقع المدارس والجامعات على قائمة الفئات الأكثر تضررًا من جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)؛ وذلك لما شهدته من إلغاء للامتحانات وتأجيل للدروس التي تستلزم الحضور الفعلي، ووصل الأمر في بعض الحالات إلى إلغائها وتأجيلها إلى أجل غير مسمى. وقد كانت دولة الإمارات العربية المتحدة من بين العديد من الدول التي طبّقت التعليم الإلزامي عن بُعد. ونتيجةً لذلك، يعتمد الطلاب على غرف المحاضرات الافتراضية وتلقّي التعليم عبر الإنترنت لمواصلة مسيرة تعليمهم. وقد أظهر أحد التقارير الحديثة أنه مع تزايد وعيّ الطلاب بالتعلّم الافتراضي، أضحت هناك فرصة متزايدة للطلاب الذين لديهم القدرة على استكمال تعليمهم الرسمي من خلال التدريس الخاص والتعليم عبر الإنترنت. ومع توفير الدعم المناسب، يصبح من السهل أخذ الخطوة الأولى؛ فكل ما تحتاج إليه هو جهاز كمبيوتر محمول أو كمبيوتر مكتبي، واتصال بشبكة الإنترنت، وعدد من المؤهّلات المُثبتة في المجال الذي تختاره.
2. تطوير التطبيقات
تعد الأعمال المرتبطة بالتطبيقات واحدة من العديد من الأنشطة التي شهدت ازدهارًا خلال تفشّي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). والآن، أصبح المستهلكون على دراية بالأمور التي يمكنهم تنفيذها، وبات من غير المرجح أن يبدوا رغبتهم في العودة إلى الطريقة القديمة لممارسة أنشطتهم.
لقد تحوّلت أنظار المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى التطبيقات لحثّهم على أداء كل شيء، بدءًا من توصيل الطعام والبقالة، ووصولاً إلى التعلّم الإلكتروني، والصحّة، واللياقة البدنية، والتشغيل عن بُعد، بل وحتى وصل الأمر بهم إلى دعم حالتهم النفسية.
واستجابةً للأوضاع الطبيعية المستجدة، زاد انتشار عمليات تطوير التطبيقات ذات الرموز البرمجية المنخفضة (Low Code App) خلال الأشهر الأخيرة؛ حيث يمكن تنفيذ هذه التطبيقات بأقل قدر من المعرفة بالرموز البرمجية، وهي مصممة لتستمر، مما أدى إلى تمهيد الطريق لظهور جيل جديد من المطوّرين.
3. الاستشارات عبر الإنترنت
تمامًا مثلما كان على قطاع التعليم أن يتكيف ويعدّل مساره من الحضور المباشر إلى التواصل عبر الشاشات، اضطّر معظم عالم الأعمال إلى ذلك أيضًا؛ حيث تم تكليف الشركات من جميع أنحاء العالم بإنشاء مفرق التحوّل إلى البيئات الافتراضية، بالتعاون مع أصحاب الأعمال والمنازل، والموظفين، والمورّدين، وغيرهم ممن يؤدون أعمالهم عن بُعد. وبالنسبة إلى الكثيرين منهم، اتضح أنّ هذا الأمر هو تجربة تنويرية لهم.
تدرك العديد من الشركات حاليًا ما عرفه الكثيرون بالفعل، من أنّ أداء الأعمال افتراضيًا هو بكل بساطة تجربة مُثمرة، وإن كان أقل من النهج العادي القائم على العمل داخل غرف المكاتب. كما سيحقق المستشارون المطّلعون الاستفادة من هذه الثّقة الجديدة في عمليات الدعم الافتراضي من خلال تقديم الخدمات والاستشارات عبر الإنترنت.
مقالات ذات صلة: تأسيس شركات المحاسبة والاستشارات الضريبية في دبي وأرجاء الإمارات
4. البثّ الصوتي عبر الإنترنت (بودكاست)
ترتفع معدّلات البثّ الصوتي عبر الإنترنت (بودكاست) بسرعة الصاروخ؛ ففي عام 2006، لم يكن يستمع إلى هذا البثّ الصوتي عبر الإنترنت سوى 22% فقط من أوساط البالغين، والآن اتسع هذا النطاق ليجاوز 75%.
لقد أصبح هذا أيضًا نشاطًا تجاريًا هائلاً لجني الأموال؛ ففي الآونة الأخيرة، تلقى “جو روغان” 100 مليون دولار لتحويل “البودكاست” الخاص به بالكامل إلى موقع Spotify.
5. تطوير الويب
يوجد ما يزيد عن أربعة مليارات مستخدم لشبكة الويب في العالم، ويمتلك 6 من كل 10 مستخدمين منهم مواقع ويب. كما قد يكون تطوير الواجهة الأمامية عبر الإنترنت موهبة قيّمة لتلبية الطلب المتزايد على إطلاق مواقع ويب جديدة.
يمكنك بدء هذه الرحلة من خلال تطوير مواقع ويب لأصدقائك وعائلتك لإبراز ما تتمتع به من مهارات. ورغم أن هناك الكثير من مُنشّئي مواقع الويب الذين يمكنهم مساعدة الشركات الصغيرة في تطوير مواقع الويب الخاصة بها، إلا أنّ الطلب يكثر على المطوّرين لشغل وظائف مخصصة (ودائمًا ما تبحث الشركات الجديدة عن أصحاب الكفاءات من مهندسي الرموز البرمجية بأجور مخفّضة)
6. خدمات النظافة
زاد الطلب على شركات النظافة منذ تفشّي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) وذلك لأسباب وجيهة؛ حيث صارت عمليات التطهير والتعقيم الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى، لا سيما مع تزايد أعداد من يغامر بالخروج من الحظر وارتياد أماكن العمل والمقاهي والفنادق.
وقد أعلنت كبرى الشركات الفندقية في العالم عن كتيبات نظافة شاملة جديدة في استجابةً منها للتصدي للجائحة. ويعدّ السبيل الوحيد لإعادة الثقة في المقاهي والحانات والشركات وأماكن العمل والفنادق، هو ضمان وجود أعلى مستوى ممكن من النظافة؛ فإذا تمكنت من تقديم هذا المستوى من التطهير، فمن المحتمل أن تشهد طلبًا على خدماتك على مدار أعوام عديدة مستقبلاً.
7. التسويق بالعمولة
كثيرًا ما نسمع عن مصطلح التسويق بالعمولة في مجال التسويق؛ فعندما يسأل شخص ما عن كيفية تحقيق دخل سهل عبر الإنترنت، يتّجه تفكير الكثيرين تلقائيًا نحو التسويق بالعمولة؛ حيث تُنشئ العلامات التجارية التي ترغب في بيع منتجاتها عبر الإنترنت برامج جديدة للتسويق بالعمولة، وتسمح للمسوّقين بالعمولة (الناشرون والمدّونون) بالترويج لمنتجاتها وكسب العمولات من وراء ذلك.
وفقًا لإحدى الدراسات التي تسلط الضوء على تقارير الدخل، يكسب المدوّنون نحو 38% من دخولهم، التي تتراوح بين 7500 و25 ألف دولار شهريًا، من خلال التسويق بالعمولة.
8. تقديم الطعام / تحضير الوجبات من المنزل
إذا كنت ترغب دائمًا في امتلاك خدمة إعداد / توصيل الطعام الخاصة بك، فستجد أن وقت هذه الجائحة العالمية هو أفضل وقت لذلك؛ حيث يعتمد الناس اعتمادًا كبيرًا على عمليات التوصيل للمنازل. وبحسب ما ذكره موقع Restaurant.org، زادت معدلات إنفاق المستهلكين على طلبات الطعام الجاهز خلال الجائحة في عام 2020، بل ومن المتوقع أن تستمر المعدلات في الارتفاع.
رغم أنه قد لا يكون من المنطقي افتتاح مطعم تقليدي في الوقت الراهن، إلا أنه يمكنك تقديم خدمات تحضير الوجبات أو تقديم الطعام؛ حيث يبحث العديد من الأشخاص عن وجبات صحيّة أو وجبات بمستوى جودة المطاعم يتم توصيلها إلى منازلهم، مما يعني أنه يمكنك استئجار “عُمال خدمة” لتوصيل الطعام، أو حتى الحصول على شاحنة طعام تستطيع الوصول إلى جميع المناطق الرئيسية في مقاطعتك أو مدينتك.
9. شاحنات الطعام
بسبب القيود المفروضة على تناول الطعام في الأماكن المغلقة في العديد من المواقع في ظلّ الأوقات الراهنة، قد يحقق الطامحون من أصحاب المطاعم نجاحًا أفضل باستخدام شاحنة الطعام. وتأتي شاحنات الطعام بجميع الأشكال والأحجام، وبإمكانها تقديم مجموعة هائلة من الوجبات الخفيفة والمأكولات. وهكذا، يمكنك اصطحاب أسلوبك المفضل في تحضير الطعام خلال انتقالك، وبيع شغفك بالطهي مباشرةً للعملاء الجائعين، وبكل تأكيد، ستكون هكذا تمارس عملاً، ولكنك ستعمل في المجال الذي تحبّه، وستتاح أمامك الفرصة أيضًا للتواصل مع أشخاص يشاركونك اهتماماتك.
قد تبدو شاحنات الطعام فكرة جريئة، إلا أنّ هذا المجال قد بات يشهد حالة من النمو. كما أنّ النفقات العامة وتكاليف الصيانة لشاحنة تعدّ أقل بكثير من امتلاك مطعم، فضلاً عن التنقل الذي يعد أيضًا ميزة إضافية لك.
10. الخدمات السياحية
رغم أن غالبية العالم لا يزال يعاني من حالة الحظر، إلا أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت على رأس قوائم الدول المرغوب في السفر إليها؛ ففي ديسمبر 2020، شهدت المدينة تدفّق أفواج السياح إلى دولة الإمارات العربية المتحدة هربًا من حالة الحظر المفروضة في دولهم. وتشير الأبحاث أيضًا إلى أن معدلات إشغال الفنادق قد زادت إلى 71% بحلول شهر ديسمبر، وستواصل ارتفاعها. وعلى هذا الأساس، نجد أنّ الشركات الصغيرة التي تسهم في تقديم الخدمات السياحية وإدارة نمط الحياة، صارت تشهد حالة من الازدهار.
ومهما كان مجال عملك، سيكون الحفاظ على المرونة وقبول التقنيات الرقمية ركنًا أساسيًا فيه. ورغم أننا ربما نعيش حاليًا تجربة فريدة لا تحدث سوى مرة واحدة في العمر، إلا إنّ الأوقات غير المسبوقة تستحضر معها دروسًا غير مسبوقة، ويجب على روّاد الأعمال في المستقبل اغتنام الفرصة للتعلّم منها.
اعتمد على المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر لتأسيس شركة في الإمارات بسرعة وسهولة لم تتخيلها. تواصل مع فريقنا المختص اليم!